شهد سوق الذهب في مصر، تقلبات في الأسعار خلال الأيام الماضية، متأثرة بتغيرات سعر صرف الجنيه أمام الدولار، وترقب نتيجة الانتخابات الرئاسة الأمريكية، مما دفع بعض تجار الذهب الخام للإحجام عن بيعه للمحلات ترقبا لاستقرار الأسعار، في حين حقق مستثمرو المعدن الأصفر عوائد تفوق 20% منذ بداية العام، وفق حسابات تجار الذهب.
وانخفضت مشتريات المصريين من الذهب خلال أول 9 شهور من العام الحالي لتصل إلى 37.5 طن مقابل 45.5 طن خلال الفترة المماثلة من العام الماضي، وتوزعت المشتريات بين 19.1 طن سبائك، و19.9 طن مشغولات ذهبية، وفق بيانات مجلس الذهب العالمي نقلتها وسائل إعلام محلية.
وقال رئيس الشعبة العامة للذهب والمصوغات بالاتحاد العام للغرف التجارية هاني ميلاد، إن سوق الذهب في مصر شهد تقلبات في الأسعار خلال الفترة الحالية، نتيجة تغيرات سعر الصرف والانتخابات الأمريكية.
وارتفع سعر صرف الدولار أمام الجنيه المصري ليصل المتوسط المرجح إلى مستوى 49.23 جنيه، وهو أعلى مستوى منذ 10 مارس/ آذار الماضي عقب تطبيق قرار تحرير سعر الصرف يوم 6 من ذات الشهر.
ودلل على حديثه بانخفاض أسعار الذهب بنسبة كبيرة عقب فوز دونالد ترامب بسباق الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة لتنخفض الأوقية إلى مستوى 2670 دولار مساء الأربعاء متراجعا بقيمة 80 دولار، وهذه ردة فعل سريع بعد فوز ترامب، وسبق ذلك صعود الذهب عقب ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصري في البنوك.
وتقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، بالتهنئة لترامب على فوزه بالانتخابات، مؤكدا تطلعه لأن “يصلا سويا لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة”.
وأضاف ميلاد، في تصريحات خاصة لـ”CNN بالعربية”، أن سعر الذهب في مصر زاد بنسبة أكثر من 20% منذ بداية العام ليصل سعر غرام عيار 21- وهو الأكثر مبيعا محليا- إلى 3750 جنيه (76.16 دولار) للغرام، مشيرا إلى أن هناك 3 عوامل تحدد أسعار الذهب في مصر وهي سعر المعدن الأصفر عالميا، وسعر الجنيه أمام الدولار، والعامل الثالث العرض والطلب بالسوق، ويشهد الأخير استقرارا في الفترة الحالية.
وقال المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، سعيد إمبابي، إن حركة تداول الذهب الخام بين التجار والمحلات توقفت جزئيا خلال الأيام الماضية، بسبب تفضيل بعض تجار الذهب الخام الاحتفاظ بأرصدتهم الأساسية من الذهب، تخوفا من تأثر الأسعار بالانتخابات الرئاسة الأمريكية أو تحريك سعر الدولار أمام الجنيه المصري، والاكتفاء بتحقيق هوامش ربحية من تداول (شراء وبيع) الذهب الجديد فقط للمحلات.
وأوضح إمبابي أن المخاوف المرتبطة بالانتخابات الرئاسة الأمريكية ظهرت عقب الإعلان عن فوز ترامب بخسارة السعر العالمي للذهب أكثر من 100 دولار للأوقية، مما انعكس على تراجع الأسعار محليا، مشيرا إلى أن سعر الذهب في مصر ارتفع بنسبة 22% منذ بداية العام، إذ ارتفع سعر الغرام عيار 21 من مستوى 3150 جنيه (63.97 دولار) إلى مستوى 3850 جنيه (78.19 دولار) بتداولات الثلاثاء.
وتابع غير أن سوق الذهب عاد للانتظام الأربعاء، على كل المستويات سواء على مستوى التعامل بين الشركات أو بين الشركات والعميل النهائي، وكذلك انتظم حجم الطلب والعرض في تداولات الذهب بالسوق، إلا أن سعر دولار الصاغة وصل إلى مستوى 50 جنيها بقيمة أعلى قليلا من السعر الرسمي بسب توقعات انخفاض الجنيه أمام الدولار، ولم يؤثر نفي الحكومة لوجود تعويم جديد على خفض دولار الصاغة.
وانتشر مصطلح “دولار الصاغة” بين المتعاملين في سوق الذهب بسبب تباين أسعار الدولار في السوق غير الرسمية وقت أزمة نقص الدولار في مصر، ويقصد به سعر الدولار الذي يحدده الصاغة لبيع الذهب.
وخلال مؤتمر صحفي، نفى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وجود تحرير جديد لسعر الصرف أو ما يعرف بـ”تعويم الجنيه”، وأن سعر الدولار سيتحرك وفق معطيات السوق سواء بالصعود أو الهبوط.