ولد وارن إدوارد بافت في 30 أغسطس 1930 في أوماها، نبراسكا. أظهر بافت منذ صغره حبًا للأعمال والاستثمار. في سن الحادية عشرة، اشترى أول أسهمه في سوق الأوراق المالية. في سن المراهقة، عمل كموزع للصحف وادخر أرباحه للاستثمار في الأعمال الصغيرة والعقارات.
التعليم وبداية الطريق
درس بافت في جامعة نبراسكا، ثم التحق بكلية كولومبيا للأعمال حيث تتلمذ على يد المستثمر الشهير بنجامين جراهام. بعد تخرجه، عمل بافت لفترة قصيرة في شركة جراهام-نيومان قبل أن يعود إلى أوماها لتأسيس شركته الاستثمارية الخاصة.
التوسع والنمو
في عام 1965، استحوذ بافت على شركة بيركشاير هاثاواي، وهي شركة نسيج متعثرة، وحولها إلى شركة قابضة استثمارية. تحت قيادته، نمت بيركشاير هاثاواي لتصبح واحدة من أكبر الشركات في العالم، بفضل استثماراتها الذكية في مجموعة واسعة من الصناعات.
الشركات والممتلكات
تمتلك شركة بيركشاير هاثاواي، بقيادة وارن بافت، العديد من الشركات والاستثمارات في مختلف المجالات:
- جيكو للتأمين: واحدة من أكبر شركات التأمين على السيارات في الولايات المتحدة.
- شركة BNSF للسكك الحديدية: أكبر شركة للسكك الحديدية في أمريكا الشمالية.
- شركة دايري كوين: سلسلة مطاعم تقدم الحلويات والوجبات السريعة.
- مجموعة فروت أوف ذا لوم: شركة تصنيع الملابس الداخلية والملابس الرياضية.
- شركة نيت جتس: أكبر شركة للطيران الخاص في العالم.
- كوكا كولا: يمتلك بافت حصة كبيرة في شركة كوكا كولا.
- آبل: يمتلك بيركشاير هاثاواي حصة كبيرة في شركة آبل، وهي واحدة من أكبر استثماراته في التكنولوجيا.
العقارات
على الرغم من ثروته الهائلة، يمتلك وارن بافت عقارات قليلة مقارنةً بمستوى ثروته:
- منزل في أوماها: يعيش بافت في منزل اشتراه في عام 1958 مقابل 31,500 دولار. هذا المنزل يعتبر مثالاً على بساطته وتواضعه، على الرغم من ثروته الكبيرة.
- منزل في لاغونا بيتش، كاليفورنيا: اشترى بافت هذا المنزل لقضاء العطلات بمبلغ 150,000 دولار في عام 1971، وباعه في عام 2018 مقابل 7.5 مليون دولار.
الفلسفة الاستثمارية
يعرف بافت بفلسفته الاستثمارية المحافظة والمعروفة بـ “الاستثمار القيمي”، والتي تعتمد على شراء الشركات ذات القيمة الحقيقية والمستقبل الواعد بأسعار منخفضة. يشتهر بمقولته “القاعدة الأولى: لا تخسر المال أبدًا. القاعدة الثانية: لا تنسَ القاعدة الأولى”.
الدروس المستفادة
- الاستثمار القيمي: يركز بافت على شراء الشركات ذات القيمة الحقيقية بأسعار منخفضة، مما يضمن عوائد قوية على المدى الطويل.
- البساطة والتواضع: رغم ثروته الهائلة، يعيش بافت حياة بسيطة ويقيم في منزل متواضع نسبيًا.
- التنوع في الاستثمارات: تنوعت استثمارات بافت في مختلف الصناعات، مما ساعد على تقليل المخاطر وزيادة العوائد.
- الالتزام بالاستراتيجية: يلتزم بافت بفلسفته الاستثمارية ولا يتأثر بسهولة بتقلبات السوق.
- الاستثمار في الشركات ذات الإدارة الجيدة: يفضل بافت الاستثمار في الشركات التي تتمتع بإدارة قوية وقيم أخلاقية.
قصة وارن بافت هي مثال على كيفية تحقيق النجاح الهائل من خلال الاستثمار الحكيم والبساطة في الحياة. من بداياته كموزع للصحف إلى قيادة واحدة من أكبر الشركات الاستثمارية في العالم، يظل بافت رمزًا للنجاح والاستدامة في عالم المال والأعمال.